أعربت خمس هيئات ومرجعيات إسلامية في القدس، يوم الثلاثاء، عن استنكارها الشديد للانتهاكات التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية في المسجد الأقصى، بما في ذلك اقتحامه من قبل مسؤولين ومستوطنين إسرائيليين، ووصفت هذه الأفعال بأنها غير مسبوقة. ورد ذلك في بيان مشترك وصل إلى وكالات الأنباء ، صادر عن مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في القدس الشريف، والهيئة الإسلامية العليا، ودار الإفتاء الفلسطينية، وديوان قاضي القضاة في القدس، ودائرة الأوقاف الإسلامية وشؤون المسجد الأقصى المبارك.
وفي بيان سابق، ذكرت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس أن 2250 مستوطناً اقتحموا المسجد صباح اليوم، بمناسبة ما يعرف بذكرى “خراب الهيكل”، وشهدت الاقتحامات إقامة صلوات وطقوس تلمودية، ورفع العلم وترديد النشيد الوطني الصهيوني بصوت مرتفع. وفي السياق نفسه، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا”، يوم الثلاثاء، بأن “وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير ووزير شؤون النقب والجليل يتسحاك فاسرلوف قاما باقتحام الأقصى تحت حماية شرطة الاحتلال”.
وأدانت الهيئات في بيانها المشترك “بأشد العبارات ما تقوم به حكومة الاحتلال الإسرائيلي من انتهاكات متصاعدة وغير مسبوقة بحق المسجد الأقصى المبارك”. وأضاف البيان: “بدأت السلطات الإسرائيلية مؤخراً بتنفيذ مخططات لمتطرفين يهود تهدف إلى تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى منذ أكثر من 1400 عام”. كما حذرت الهيئات والمرجعيات الإسلامية في القدس من “العواقب المترتبة على تمكين سلطات الاحتلال مئات المتطرفين اليهود برفقة وزراء وسياسيين وأعضاء كنيست من تدنيس واقتحام المسجد الأقصى صباح هذا اليوم، بحجة ما يسمونه ذكرى خراب الهيكل، وذلك تحت حماية مشددة من الشرطة وحرس الحدود والقوات الخاصة المسلحة”.
وندّدت الهيئات بـ”السماح لقطعان المتطرفين بتنظيم جولات استفزازية، وإقامة حلقات للرقص والتصفيق والغناء ورفع العلم الإسرائيلي، وغيرها من الانتهاكات التي تستفز مشاعر ملياري مسلم حول العالم”. وأعربت الهيئات الإسلامية عن استنكارها “لتمكين مئات المتطرفين من حصار المسجد الأقصى والصراخ والطرق على بواباته ليلة 12 أغسطس/آب 2024، وذلك في إطار محاولات تهويد محيط المسجد الأقصى واحتلال ساحات بواباته من خلال انتهاكات تهدف إلى تغيير الهوية العربية الإسلامية للمدينة المقدسة”.
وأشارت الهيئات إلى أن جماعات يمينية إسرائيلية دعت إلى اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى بمناسبة ذكرى “خراب الهيكل”. وتزداد أعداد المقتحمين بشكل ملحوظ في الأعياد الدينية اليهودية. ومنذ عام 2003، سمحت الشرطة الإسرائيلية للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى بشكل أحادي، رغم الاحتجاجات المتكررة من دائرة الأوقاف الإسلامية.
كما نُظمت يوم الاثنين الماضي، مسيرة بأعلام إسرائيلية في محيط أسوار البلدة القديمة في القدس لهذه المناسبة. وأكدت الهيئات أن “المسجد الأقصى بمساحته البالغة 144 دونم هو مسجد إسلامي خالص ولن يقبل القسمة أو الشراكة، وسيظل كذلك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها”.
وفي الختام، دعت الهيئات “ملياري مسلم حول العالم للقيام بواجبهم ضمن إمكاناتهم، لحشد الدعم اللازم لمنع تدمير قبلتنا الأولى ومسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومعراجه إلى السماء وأحد أقدس ثلاثة مساجد في الإسلام”. تتزامن اقتحامات المسجد الأقصى اليوم مع استمرار الحرب التي تشنها إسرائيل، بدعم أمريكي، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي على قطاع غزة، والتي أسفرت عن أكثر من 132 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، ووجود أكثر من 10 آلاف مفقود، وسط دمار واسع و مجاعة قاتلة.
المصدر : الأناضول + وفا